ألكزاندر فالتيروفيتش ليتفينينكو



الله ’’ أود أن أشكر العديد من الناس .. الله
أطبائي و ممرضاتي , طاقم المستشفى الذي يفعل في هذه الأثناء كل ما في وسعه لمساعدتي. أود أن أشكر الشرطة البريطانية التي تحقق في قضيتي بجلد و إحترافية , و في الآن ذاته تؤمنني و تحمي عائلتي. أود أن أشكر الحكومة البريطانية على رعايتي و الإهتمام بي. عن حق أفخر أني مواطن بريطاني. الله

أود أن أشكر الشعب البريطاني على رسائل الدعم و المساندة , على الإهتمام الذي أبداه تجاه محنتي

أشكر زوجتي مارينا التي وقفت دوما بجانبي. فلتعلم أن حبي لها و لابننا لا يعرف حدودا


و لكنني إذ أرقد هنا , أحسبني أسمع بوضوح تام و يقين دقات أجنحة ملاك الموت. ليتني أفر منه , غير أن ساقي اليوم لن تطيعاني , و لن تعدوا بالسرعة التي أتمناها. و على هذا أظن الوقت قد حان .. لأقول شيئا أو بضع أشياء لهذا الذي يسأل عن وضعي الراهن .. الله


لربما نجحت أن تسكتني , لربما نجحت أن تخرسني , و لكن للسكوت ثمن .. ثمن يدفع , و قد دفعتموه .. دفعتموه حين إرتديتم ثياب البربرية , ثم دفعتموه مجددا حين دني بكم للقاع , للمستوى الذي قبعتم فيه قساة متبلدي الإحساس , و أثبتم معه صدق كل كلمة قالها أعداؤكم و ناقديكم


أريتموني و العالم من بعدي أنكم تفتقدون كل إحترام للحياة و الحرية , تماما كما تعوزكم قيم الحضارة


ما قط استحققتم مناصبكم و لا مسؤلياتكم , و لا ثقة المتحضرين و المتحضرات


لربما نجحتم أن تسكتوا رجلا واحدا , و لكن عواء الثوار و الأحرار حول العالم سيدوي , حتما سيدوي , و يزلزل الأرض .. سيدوي أمام عينيك سيد بوتين. غفر الله لك ما اقترفته , في حقي , و في حق روسيا الحبيبة و شعبها ‘‘ الله


ليتفينينكو
Nov. the 21st, 2006




ألكزاندر فالتيروفيتش ليتفينينكو كولونيل سابق بجهاز الاستخبارات الفيدرالي الروسي .. ثم لاحقا ثائر و كاتب كشف العديد من فضائح النظام الروسي و خاصة سياسته تجاه مسلمي روسيا و سيبيريا و الشيشان و شرق أروبا و السواد الأعظم من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة. و تجدر الإشارة إلى تاريخ روسيا القيصيرية الأسود المرصع بجواهر هي في الأصل قرة عيون مواطنيها من المسلمين. و كذلك عشرات المذابح و المجازر بحق مسلمي القرم بأكرانيا و القوقاز بملدوفيا. على ديار هؤلاء و أنقاض مساجدهم و مدارسهم بنيت للشيوعية قصورا و قلاعا




صاح ليتفينينكو أن روسيا و جهاز الاستخبارات الفيدرالي , و رئيسه آنذاك فلاديمير بوتين , كانوا وراء سلسلة الانفجارات التي هزت روسيا خلال حرب الشيشان الثانية عام 99 , حين اعتقد العالم كله أن مسلمي الشيشان هم الفاعلون , و لكن الحق أن روسيا هي من أرادت تبريرا لعملياتها العسكرية ضد الشيشانيين و استقطاب عداء الروس و العالم حيال الشيشان .. تذكر الحادي عشر من سبتمبر و انظر لحرب افغانستان و العراق , و اعلم أن حديث ليتفينينكو صدق بالأمس على روسيا و معسكر الشيوعية , و يصدق اليوم على الولايات المتحدة و معسكر الرأسمالية




أُلزم ليتفينينكو بعدم مغادرة الأراضي الروسية بعدما تم إلصاق نيف من التهم إليه , و لكن الرجل فر سرا إلى بريطانيا , حيث مات متأثرا باشعاع البولونيوم القاتل في ظروف بالغة الغموض على حد تعبير المعنيين , بداهة يقف وراءها جهاز الاستخبارات الروسي و الرئيس بوتين




ذكرت أنفا رسالة ليتفينينكو إلى العالم
.
.
.
أملاها قبل يومين من موته .. و هو اليوم الذي أعلن فيه إسلامه , و طلب إلى أبيه أن يدفن كيفما يدفن المسلمون
أمضى ساعاته الأخيرة يسمع القرآن
.
.
.

مات ليتفينينكو و قد نفض يداه من الدنيا , إلا مصحفه


No comments: